ببالغ الحزن والأسى، نودع اليوم أحد أعمدة التعليق الرياضي في مصر، النجم السابق للنادي الأهلي، محمد عبد اللطيف الشربيني، المعروف بـ “ميمي الشربيني”، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
حيث أعلن الإعلامي الرياضي أحمد شوبير خبر الوفاة عبر حسابه على منصة “إكس”، قائلًا:
“ورحل أيقونة التعليق العظيم ميمي الشربيني، إنا لله وإنا إليه راجعون”
مخلفًا وراءه تاريخًا حافلًا بالإنجازات والذكريات في عالم الرياضة المصرية.
ولد ميمي الشربيني في مدينة المنصورة عام 1938، وبدأ مسيرته الكروية في النادي المصري عام 1953، قبل أن ينتقل إلى صفوف النادي الأهلي، حيث برز كلاعب جناح أيسر متميز خلال حقبة الخمسينيات والستينيات.
واشتهر بسرعته الفائقة التي أكسبته لقب “النفاثة”، كما ساهم في تحقيق العديد من الأهداف والانتصارات لفريقه، وحصد مع الأهلي ألقابًا محلية مهمة، مثل الدوري والكأس، بالإضافة إلى تمثيل المنتخب المصري.
حيث كان له دور في الفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 1959، وتمكن من تسجيل هدف حاسم في الدور قبل النهائي أمام منتخب إثيوبيا.
لم يقتصر عطاء ميمي الشربيني على الملاعب كلاعب فقط، بل امتد ليشمل مجال التدريب أيضًا، حيث تولى مهمة تدريب منتخب الإمارات العربية المتحدة عام 1975.
كما درب نادي غزل دمياط، إلا أن المرحلة الأبرز في مسيرته، بعد اللعب والتدريب، كانت دخوله عالم التعليق الرياضي، ففي فبراير 1976، اجتاز اختبار الإذاعة بنجاح، ليصبح أحد أشهر معلقي كرة القدم في تاريخ مصر.
وتميز أسلوبه بالجمع بين الثقافة الرياضية واللغة العربية الفصحى، مع لمسة من خفة الظل والروح المصرية، ما جعله محبوبًا لدى الجماهير من مختلف الأعمار.
ابتعد ميمي الشربيني عن التعليق في السنوات الأخيرة، واعتزل الوسط الرياضي تدريجيًا بسبب ظروفه الصحية، تاركًا فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه، وبرحيله، فقدت الرياضة المصرية رمزًا من رموزها، وشخصية تركت بصمة لا تُنسى في تاريخها، وسيظل ميمي الشربيني مثالًا للإخلاص والعطاء والتميز في مجال الرياضة والتعليق الرياضي.
