يُخيّم شبح الرحيل على مستقبل النجم السعودي سالم الدوسري مع نادي الهلال، مُثيرًا قلقًا واسعًا في أوساط الجماهير، فمع دخول اللاعب الفترة الحرة من عقده، ازدادت حدة التكهنات حول إمكانية مغادرته أسوار “الزعيم”.
وسط تقارير صحفية تُشير إلى رفضه العرض الأول للتجديد المُقدّم من النادي، ورغم أن بعض المؤشرات تُرجّح بقاءه في صفوف الفريق، إلا أن مجرد التفكير في رحيله يُثير موجة من الخوف والترقب في قلوب عشاق الهلال، الذين يُدركون جيدًا حجم الخسارة الفادحة التي قد يتكبّدها الفريق جرّاء هذا الرحيل المُحتمل.
يُمثّل سالم الدوسري أكثر من مُجرّد لاعب كرة قدم بالنسبة للهلال، فهو رمزٌ من رموز النادي وقائد مُلهم داخل وخارج الملعب، يتمتّع بشخصية قيادية قوية تُحفّز زملاءه وتُلهمهم.
ويشتهر بروحه القتالية العالية وإصراره الدائم على الانتصار، ما يُعدي زملائه بحماسٍ لا يُضاهى، كما يُعتبر الدوسري لاعبًا حاسمًا قادراً على قلب موازين المباريات في لحظة، بفضل مهاراته التهديفية الفائقة وقدرته على المراوغة والاختراق التي تُشكّل خطرًا دائمًا على دفاعات الخصوم.
وتشهد أهدافه الحاسمة في مرمى كبار الأندية كالاتحاد والنصر والأهلي على قيمته كلاعبٍ من الطراز الرفيع، فتاريخه حافلٌ بالأهداف الحاسمة واللحظات المؤثرة التي صنعت الفارق في العديد من المنافسات، خاصةً في البطولات الكبرى كدوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية، حيث ترك بصمة لا تُنسى.
يُعتبر الدوسري القلب النابض للهجوم الهلالي، فهو صانع الألعاب الأول في الفريق، ومصدر التمريرات الحاسمة التي تُساهم في اختراق دفاعات المُنافسين، يتميز بمهارات فردية عالية وقدرة فريدة على خلق الفرص لزملائه.
بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف بنفسه، ما يجعله لاعبًا مُتكاملًا، ويُضيف إلى ذلك ميزة اللعب في مراكز مُتعدّدة، سواء كجناح أيمن أو أيسر، أو حتى كمُهاجم ثانٍ، ما يُعطي المُدرّب خيارات تكتيكية واسعة ومرونة كبيرة في إدارة المُباريات، ويُمكنه من تغيير الخطط حسب مُجريات اللقاء.
حتى في حال عدم مُشاركته أساسيًّا، يظل الدوسري عنصرًا مُؤثراً داخل غرفة الملابس، فهو أحد أكثر اللاعبين خبرة في الفريق، وقادرٌ على تقديم النصائح والتوجيهات للاعبين الشباب، خاصةً مع وجود العديد من اللاعبين الأجانب الجدد.
كما أن وجوده على مقاعد البدلاء يُشكّل ضغطًا إيجابيًّا على اللاعبين الأساسيين، ويُحفّزهم على تقديم أفضل ما لديهم للحفاظ على مكانهم في التشكيلة الأساسية، فوجوده يُثري الفريق من جميع النواحي.
يُشكّل رحيل سالم الدوسري تحديًا كبيرًا لإدارة الهلال، حيث يصعب إيجاد بديل بنفس مستوى موهبته وخبرته وشخصيته القيادية وولائه للنادي.
يُعتبر الدوسري مزيجًا فريدًا من هذه الصفات، ما يجعل تعويضه مهمة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة في نظر البعض.