تواصل المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إحراز تقدم ملحوظ، حيث أكدت مصادر مطلعة أن النقاشات شهدت تطورًا كبيرًا خلال الساعات الماضية، ما يعزز الآمال بقرب التوصل إلى اتفاق شامل.
وأفاد مسؤول في حركة حماس، فضّل عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، بأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالاتفاق أحرزت تقدماً كبيراً، وأضاف أن الجهود مستمرة لاستكمال بقية النقاط العالقة قريباً.
في بيان أصدرته اليوم، أشارت حماس إلى أن موعد حرية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بات قريباً، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل العاجل من أجل وقف ما وصفته بـ”الانتهاكات الخطيرة” التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون.
من الجانب الإسرائيلي، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال لقائه نظيره البريطاني ديفيد لامي بأن هناك تطورًا إيجابيًا في المحادثات، معرباً عن أمله في أن تصل الجهود المكثفة الجارية حالياً إلى اتفاق يحقق الإفراج عن الأسرى قريبًا.
وكشفت مصادر مطلعة أن الوساطة القطرية لعبت دوراً حيوياً في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وقدّمت قطر مسودة نهائية للاتفاق تشمل بنوداً تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث أكد مسؤولون أن الانفراجه جاءت بعد لقاءات مكثفة في الدوحة جمعت وفوداً من الطرفين وممثلين عن الولايات المتحدة.
وتشير المسودة المقترحة إلى اتفاق مرحلي يمتد لعدة أسابيع، مع بنود تتعلق بإنشاء منطقة عازلة شمال وشرق قطاع غزة، وهو أحد النقاط التي لا تزال قيد النقاش بسبب تمسك الجانب الإسرائيلي بها.
كما شهدت المفاوضات حضور وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، ضم رئيسي الموساد والشاباك، بهدف تسريع التفاهمات، وأفادت تقارير أن الوفد الإسرائيلي التقى بمسؤولين قطريين وأميركيين لتعزيز فرص الوصول إلى اتفاق.
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية لتحقيق تهدئة في المنطقة، حيث أكد مسؤولون أميركيون أن استقرار الشرق الأوسط يمثل أولوية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
وفي حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة يبلغ نحو 100 شخص، يظل مصير بعضهم غامضاً، مع تقارير تؤكد وفاة عدد منهم، في المقابل، يقبع آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بينهم أسرى محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وهو ما يفاقم من تعقيد القضية.