العلاج الطبيعي.. خطوة وقائية أساسية لصحة مستدامة

آمنة مجدي30 ديسمبر 2024آخر تحديث :
العلاج الطبيعي

لطالما كان العلاج الطبيعي يُعتبر أداة رئيسية في عملية التعافي بعد الإصابة أو الجراحة، لكن الخبراء في مجال الصحة بدأوا في التأكيد على أهمية هذا العلاج كإجراء وقائي لا غنى عنه للحفاظ على الصحة العامة على المدى البعيد.

ففي الوقت الذي كان يُنظر إليه سابقًا كوسيلة للتأهيل، أصبح يُعتبر الآن جزءًا من استراتيجية شاملة تساهم في الوقاية من الأمراض والمشاكل الصحية المستقبلية.

وفقًا لتقرير نشره موقع “هندوستان تايمز”، شدد المتخصصون في الجمعية الأمريكية للعلاج الطبيعي (APTA) على أن العلاج الطبيعي يجب أن يتجاوز دوره التقليدي كعلاج بعد الإصابة أو الجراحة ليشمل أيضًا فحوصات وقائية دورية تهدف إلى التعرف على المشاكل الصحية قبل أن تتفاقم.

شارون دون، الرئيسة السابقة للجمعية، أبدت ملاحظة هامة حول الدور الذي يجب أن يُمنح للمعالجين الطبيعيين في مجال الحفاظ على الصحة العامة، حيث أكدت على أن هؤلاء المتخصصين لا ينبغي أن يُنظر إليهم فقط كمقدمي رعاية للمراحل المتقدمة من التعافي، بل يجب أن يُعتبروا شركاء أساسيين في الحفاظ على الصحة على المدى الطويل.

لقد اعتاد الكثير من الناس على رؤية العلاج الطبيعي فقط في حالات معينة، مثل آلام الظهر أو الإصابات الرياضية، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أهمية إشراك المعالجين الطبيعيين في الرعاية الوقائية.

يمكن من خلال الفحوصات المنتظمة التي يجريها المعالجون أن يتم الكشف عن اختلالات عضلية أو مشكلات ميكانيكية في الجسم، مما يساهم في الوقاية من مشاكل مستقبلية مثل آلام المفاصل أو التمزقات العضلية.

الحديث عن العلاج الطبيعي يتجاوز مجرد التعافي بعد الإصابة، فالعلاج الوقائي الذي يقدمه المعالجون الطبيعيون يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا من الفحوصات الطبية الدورية، مثل الفحوصات المنتظمة للأسنان.

يشمل التقييم الوقائي فحص التاريخ الصحي للمريض، مستوى النشاط البدني، وأنماط النوم والتغذية، بالإضافة إلى تحليل حركة الجسم، مع التركيز على محاذاة الهيكل العظمي ومرونة المفاصل.

من جهة أخرى، يمكن أن يسهم العلاج الطبيعي في الوقاية المبكرة للأطفال، من خلال تقييم الأنشطة الرياضية التي تناسب هيكلهم الجسدي وأسلوب حركتهم، كما أشار الجامعي جامون إيرهارت إلى أهمية فحص الأطفال في مراحل مبكرة لتحديد الأنشطة البدنية التي قد تكون أكثر أمانًا وملاءمة لهم، ما يساعد في تجنب الإصابات المستقبلية.

أما بالنسبة لكبار السن، فإن العلاج الطبيعي يلعب دورًا كبيرًا في منع السقوط، وهو من أكثر المخاوف الصحية انتشارًا في هذه الفئة العمرية، ومن خلال تعليم تقنيات بسيطة لزيادة القوة والتوازن، يمكن للمعالجين الطبيعيين أن يساعدوا الأفراد في الحفاظ على استقلالهم البدني وتعزيز نشاطهم.

والعلاج الطبيعي له أيضًا دور بارز في معالجة مشاكل التنقل التي تنجم عن زيادة الوزن، حيث يسبب الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على المفاصل، ما يؤدي إلى الألم والتعب، وتُعد جلسات العلاج الطبيعي جزءًا مهمًا في التحضير لجراحات مثل جراحة السمنة، حيث تساهم في تحسين مرونة الجسم وقوته قبل العملية.

الاخبار العاجلة